يأتي هذا الكتاب في محاولة لفهم الأبعاد الحقيقية لانحراف الشخصية اليهودية، وكَشْف الجذور الفكرية للمَسْلك اليهودي؛ كي نَعلم حقيقة عدونا، وطبائعه النفسية غَيْر السويَّة وخلفياتها، ولنعلم أيضًا أنَّ الانحراف الذي يَكتنف الشخصية اليهودية، والفساد الذي يحيط بسلوكها؛ ليس عارضًا مرتبطًا بأوضاع معينة أو ظروف طارئة، بل هو انحراف يَنطلق مِن جذور فكرية متأصِّلة في كيان اليهودي وعقله ووجدانه، ويَرتكز على منظومة معرفية متينة تَجري مِن نفسه مجرى الدم في العروق، ولها الإسهام الأكبر في تكوين شخصيته وتبرير سلوكه على مَرّ العصور.
يجب أنْ نبين مَن نقصد باليهودي، وتوضيح حقيقة ما يُدَّعي بأنه "الجنس اليهودي "، وثمّة ثلاث تسميات بهذا الخصوص ذات صلة ببعضها وهي: العبرانيون، والإسرائيليون، واليهود؛ فالعبرانيون أو العبريون هم الذين جاءوا مع (إبراهيم ) - عليه السلام - مِن بلاد الكلدانيين إلى (أرض كنعان )، وسُمُّوا بذلك لأنهم عَبَروا (نهر الفرات ) متّجهين إلى هذه البلاد، أو لأنهم عَبَروا (نهر الأردن ) في تجولهم في بلاد الكنعانيين، وأمَّا الإسرائيليون فنِسبة إلى إسرائيل، ومعنى هذا الاسم العِبري: "يجاهد مع الله " أو "الله يُصارع "، وقد لُقِّب به (يعقوب ) - عليه السلام - فصار يُدْعي (إسرائيل )، وصار أبناؤه يُطْلَق عليهم (بنو إسرائيل )، وأمَّا اليهود فنِسبة إلى (يهوذا ) أَحد أبناء (يعقوب ) - عليه السلام - ، فقَلَبت العرب الذال دالًا لأنَّ الأعجمية إذا عُرِّبت غُيِّرت عن لفْظها.
وقد حاول اليهود على الدوام أنْ يُثبتوا أنَّ هناك ما يُسمَّي "الجنس اليهودي "، وزَعموا أنَّ هذا الجنس اليهودي قد حافظ على نقاوته وصفائه عَبْر التاريخ حتى يومنا هذا، والواقع أنَّ هذا ادّعاء ساقط تاريخيًّا وعلميًّا وواقعيًّا، وهناك دراسات لكثير مِن علماء التاريخ والجغرافيا والأجناس البشرية، قد أثبتت بما لا يَدَع مجالًا للشك أنه لا يوجد ما يُسمَّي بالجنس اليهودي المتميز عن باقي الأجناس البشرية؛ فمِن الثابت تاريخيًا أنَّ اليهود - منذ قديم الزمن - قد اختلطوا بعدد كبير مِن الشعوب والسلالات الوثنية التي أقامت معهم وأحاطت بهم، أو سيطرت عليهم طوال تاريخهم، واتخاذهم زوجات مِن تلك الشعوب والسلالات امتزج في أبنائهن الدمّ اليهودي بدمّ كثير منِ الأجناس الأخرى، ومِن ثَم امتزجت في أولئك الأبناء - الذين كانوا يُمثِّلون الأمَّة اليهودية - عناصر عديدة مِن طبائع تلك الأجناس وأديانها وأخلاقها وتقاليدها وعاداتها، ومِن ثَم لَم يَكُن الدم اليهودي في أغلب مراحل تاريخ الأمَّة اليهودية دمًا خالصًا، بل كان خليطًا، وكان أسوأ خليط.
مِن المُلاحَظ أنَّ الشخصية اليهودية أينما وُجدت وحيثما كانت؛ لَم تبرأ مِن الانحراف، ولَم تَسْلَم مِن الفساد؛ فهي شخصية في جملتها لَم تَفلح في التعايش السوي، وإقامة علاقة حسنة مع مَن يخالطها مِن بني الإنسان، بل لا نبالغ إذا قلنا بأنها شخصية لا تفتأ تَكُون مصدرًا للشرور والأذى لكافة المجتمعات الإنسانية. والتاريخ في حاضره وغابره شاهد صِدق على انحراف هذه الشخصية؛ فقد عاش اليهود في صَدْر الإسلام في مجتمع المسلمين الأول بقيادة خير الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبالرغم مما نَعَموا به مِن الإحسان في المعاملة، إلا أنهم سرعان ما تبدَّت طبيعتهم غير السويَّة؛ فنقضوا العهود مع المسلمين وغدروا بهم؛ حيث وقفوا في جبهة الكفر، وحادُّوا الله ورسوله، وآذوا المسلمين؛ فكان أنْ أجلاهم المسلمون عن المدينة جزاءً وفاقًا لغدرهم وخيانتهم.
وفي العصر الحديث سَخَّروا نفوذهم الماليّ والإعلاميّ والتنفيذي لتقويض دعائم الفضيلة، وإشاعة الدمار والفساد في العالَم، مِن دعارة ورِبا وحروب وغيرها، ثُم كان آخر المطاف: اغتصابهم لأرض (فلسطين ) وتشريدهم لأهلها، وإشاعة الخراب والقتل والهلاك بين سكانها، حتى أنَّ هناك قُري بأكملها أزالها اليهود عن الوجود، وأبادوا أهلها عن بَكرة أبيهم، بمَن فيهم مِن النساء والشيوخ والأطفال.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان